عقدت أكاديمية شانغهاي للحوكمة العالمية والبحوث الإقليمية والوطنية (SAGGAS) للمدة (١١-١٢) من نوفمبر هذا العام ٢٠١٨، ندوة دولية حول "ربط العالم بالمستقبل" في جامعة شانغهاي للدراسات الدولية (سيسو- SISU)، حضرها خمسة وثلاثون سياسياً وباحثاً معروفاً من دول العالم.

تركّزت الندوة حول موضوعات مختلفة أبرزها "النظام العالمي في مرحلة التحول" و"مبادرة الحزام و الطريق والبلاد على طول الخط" و"الدبلوماسية ذات الخصائص الصينية والعلاقات الدولية الجديدة" و"الحكم العالمي ومجتمع مصير مشترك للبشرية" وغيرها من التبادلات والمناقشات المتعمقة.

ونظّمت الجامعة بهذه المناسبة حفل افتتاح ألقى فيه الكلمات الرئيسة كلّ من جوامارت أوتولباييف رئيس الوزراء السابق لقيرغيزستان، ومادهاف كومار نيبال رئيس الوزراء النيبالي السابق، وإيرينا بوكوفا السكرتير العام السابق لليونسكو، وكازوكي كاتاياما القنصل العام لليابان لدى شانغهاي، ويانغ فوشانغ نائب وزير سابق لوزارة الخارجية الصينية، أقيم الحفل برعاية لى يان سونغ، رئيس سيسو، وألقى فيه جيانغ فنغ، أمين اللجنة الحزبية لسيسو، كلمة ترحيب معرباً فيها عن أمله في أن تكون أكاديمية شانغهاي للحوكمة العالمية والبحوث الإقليمية والوطنية منصة تواصل فعالة لـ "مشاهدة العالم، وابتكار المعرفة العالمية، وحكاية القصص الصينية، ومشاركة الحكمة الصينية" وكل ذلك من أجل ربط العالم والمستقبل.

شارك كلّ من إيرينا بوكوفا ومادهاف كومار نيبال وجيانغ فنغ ووانغ دونغ، الباحث بجامعة بكين، وجين جيونغ، الباحث بسيسو، في حلقة حوار الضيف بعد الخطاب الرئيس، معبرين عن آرائهم حول الليبرالية الجديدة والنظام الدولي الجديد والتعددية والاحتكاكات التجارية بين الصين والولايات المتحدة. وقد رأس يانج روي من تلفزيون الصين المركزي الحلقة التي أثارت العديد من الأفكار والرؤى الجديدة.

كما شهدت فترة ما بعد الظهر تبادلاً في وجهات النظر بين أكثر من عشرة خبراء معروفين من كازاخستان وروسيا واليابان ولبنان والمغرب وقيرغيزستان وأوزبكستان ومصر والصين، وجرت مداولات مستفيضة ومعمقة بينهم حول "النظام العالمي في التحول"، و"مبادرة الحزام والطريق والبلاد على طول الخط"، و"الدبلوماسية ذات الخصائص الصينية والعلاقات الدولية الجديدة". وقد نُظّمت ثلاث حلقات نقاشية رأسها بالتناوب كلّ من وانغ شيان هوا مدير معهد تاريخ الحضارة العالمية بسيسو ووانغ دونغ نائب المدير التنفيذي لقاعدة أبحاث العلوم الإنسانية بين الصين والولايات المتحدة بجامعة بكين ووانغ يويونج الرئيس التنفيذي لأكاديمية شانغهاي للحوكمة العالمية والبحوث الإقليمية والوطنية.

في صباح اليوم الثاني من الندوة، الثاني عشر من نوفمبر، عُقدت حلقة نقاشية ألقى فيها خطاباتٍ رئيسة كلٌّ من البروفيسور جون كيرتون، مدير مركز أبحاث مجموعة العشرين في جامعة تورنتو بكندا، والبروفسور هوانغ رينوي نائب الرئيس التنفيذي لأكاديمية "الحزام والطريق" والحوكمة العالمية في جامعة فودان، والبروفيسور زو ويلي الرئيس الفخري لمعهد أبحاث الشرق الأوسط بسيسو، كما جرت فيها نقاشات ساخنة من خمسة خبراء معروفين من الولايات المتحدة وسريلانكا والصين حول موضوع "الحكم العالمي ومجتمع مصير مشترك للبشرية". قدّم قوه شويونغ، عميد كلية العلاقات الدولية والشؤون العامة بسيسو حلقة الخطابة الرئيسية، في حين أدارت الحلقة النقاشية وتشانغ هونغلينغ، مدير إدارة التعاون والتبادل الخارجي بسيسو.

بعد ذلك اختتمت الندوة بكلمة ختاميّة ألقاها لى يان سونغ، رئيس جامعة شانغهاي للدراسات الدولية، وقال فيها إن الهدف القادم هو ربط العالم ومشاركة المستقبل، وإنّ هذه الندوة جزء مهم في بناء أكاديمية شانغهاي للحوكمة العالمية والبحوث الإقليمية والوطنية، معرباً عن أمله في أن يتعاون المندوبون مع بعضهم البعض وأن يعملوا معًا على كتابة فصل جديد في بناء الأكاديمية يتم بناؤه كمركز أبحاث دولي معروف تستفيد منه الأطراف جميعاً.

يُشار إلى أنَّ هذه هي أوّل ندوة تنظمها أكاديمية شانغهاي للحوكمة العالمية والبحوث الإقليمية والوطنية. تم تأسيس الأكاديمية رسميًا في جامعة شانغهاي للدراسات الدولية يوم الثامن والعشرين من سبتمبر من عام 2018، بدعم من وزارة التعليم والحكومة الشعبية بشانغهاي. وتتخذ الأكاديمية مبدأ "العالميّة على المستوى المحلي" مفهوماً للبناء، بما في ذلك إثراء دراسات الحوكمة العالمية والبحوث الإقليمية والوطنية في مجال تطوير النظام العلمي والأكاديمي نحو تصميم المواد والمناهج وبناء الخطابات والمعرفة، والنهوض بآليات الإدارة التأديبية والإنتاج العلمي والتدريس. ويؤكد القائمون على الاكاديميّة أنهم يبذلون الجهد المضاعف لغرض بناء الأكاديمية بطراز مؤسسة فكريّة راقية ذات خصائص مميزة، وقاعدة احتياطية لتدريب المواهب والكفاءات، ومنصة رفيعة المستوى لأبحاث الرأي العام الدولي، ومركز للمعلومات والبيانات، مما يصب جميعه في جعل الأكاديمية مجتمعاً أكاديمياً محليّاً ودولياً يدمج وظائف "التوظيف والتشاور والتنوير والتوعية".