اتصل بالمكتب الصحفي

SISU News Center, Office of Communications and Public Affairs

Tel : +86 (21) 3537 2378

Email : news@shisu.edu.cn

Address :550 Dalian Road (W), Shanghai 200083, China

أخبار ذات الصلة

نشرت ((جريدة الرياض)) السعودية مقالة تعليق بقلم أستاذ جامعتنا قبل زيارة رئيس الصين شي جين بينغ للسعودية


21 January 2016 | By SISU العربية | SISU

نشرت ((جريدة الرياض)) السعودية مقالة تعليق بقلم أ. د. بشار تشن جي لجامعة الدراسات الدولية بشانغهاي تحت عنوان ((تأسيس طريق الحرير الثقافي المعاصر بين الصين والمملكة)) في اليوم الـ 18 يناير 2016 على الصفحة الخاصة لزيارة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ للمملكة العربية السعودية.

فيما يلي المقالة المنشورة:

بكين - شينخوا

تتمتع جمهورية الصين الشعبية والمملكة العربية السعودية بتاريخ عريق وموروث حضاري وثقافي وافر، حيث تعتبر الصين بلدا حضاريا قديما يمتد تاريخه إلى ما قبل خمسة آلاف سنة، كما أن السعودية تعتبر موطنا للعديد من الحضارات التي سادت وبادت داخل حدودها، وأيضا مهداً تترعرعت فيه الحضارة الإسلامية الأصيلة.

 

وبالرغم من بعد المسافة بين البلدين، إلا أنهما ارتبطا منذ القدم بعلاقات تجارية وثقافية مميزة، وطريق الحرير البحري الشهير خير دليل على ذلك، إذ ورد في الكتاب الصيني القديم "مشاهدات رائعة وراء البحار الشاسعة" أن البحار الصيني المسلم الحاج تشنغ خه، الذي كان رائدا لطريق الحرير البحري، وصل بأسطوله الكبير إلى الإحساء ومكة المكرمة في القرن الخامس عشر، حيث رسم صورة الكعبة وعاد بها إلى الامبراطور الصيني، الأمر الذي دشن أول لبنة من لبنات صرح العلاقات الصينية - السعودية.

وبعد تأسيس العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الطرفين في مطلع تسعينيات القرن الماضي، تطورت العلاقات بينهما في كافة المجالات بسرعة فائقة، نظرا لتكامل المزايا في البلدين، والنية الصادقة لتمتين هذه العلاقات، فيما تشكل التبادلات الثقافية جزءا مهما لا يتجزأ من التبادلات الودية بين البلدين الصديقين. ما دفع قادة البلدين لإيلائها اهتماما كبيرا لدورها البارز في دفع العلاقات الثنائية.

ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابا بعنوان "تنمية روح طريق الحرير وتعميق التعاون الصيني - العربي" في الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني - العربي في يونيو عام 2014، طرح فيه مقترحات لتعزيز التعاون الصيني - العربي، وقال: إن تقارب القلوب هو الهدف الرئيسي لمبادرة بناء "الحزام والطريق" الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين، وأيضا الأساس الضروري لإنجاح المبادرة.

ومن دواعي السرور ما تتبادله الصين والسعودية من مشاعر طيبة تجاه بعضهما البعض. فمثلا، تبرعت السعودية بمعونة مادية ومالية كبيرة لمنطقة ونتشوان المنكوبة بالزلزال المأساوي، وكان التبرع الأكبر الذي تسلمته الحكومة الصينية من دولة أجنبية، كما أن السفير السعودي آنذاك تبرع مع العاملين في السفارة السعودية لدى بكين بدمائهم للمرضى الصينيين، ما جسد مشهدا مؤثرا ينم عن الروح الإنسانية السامية. وهذه الحقائق جميعها لا يمكن أن ينساها الصينيون.

إن تقارب القلوب يتوقف على القدرة على استمرار التبادلات الثقافية التي تُجنى ثمارها اليانعة، المتمثلة في زيادة التعارف والتفاهم والتفاعل بين الطرفين. فكلما تكثفت التبادلات الثقافية، تقاربت قلوب الطرفين.

خلال السنوات الأخيرة، برزت عدة حقائق نذكر منها: انطلق مشروع إنشاء فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في حرم جامعة بكين أشهر وأقدم الجامعات الصينية، وأهدى مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية لجامعة شانغهاي للدراسات الدولية مكتبة تضم آلاف الكتب القيمة خلال زيارة صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل لها، كما أنه لا يزال عالقا في أذهان الصينيين أنه خلال انعقاد معرض إكسبو شانغهاي الدولي عام 2010، اصطف الزوار وقتا طويلا يصل أقصاه إلى تسع ساعات لدخول جناح العرض السعودي، الذي اعتبر بلا شك الأكثر إقبالا بين كل أجنحة العرض الدولية، والسر الكامن هو الجاذبية الثقافية الساحرة للسعودية تجاه الجمهور الصيني. وفي المقابل، منح مهرجان الجنادرية السعودي للتراث والثقافة عام 2013 للصين مكانة ضيف الشرف، فعرضت فيه المنجزات الثقافية الصينية القديمة منها والحديثة.

ورغم أن التبادلات الثقافية بين البلدين قد شهدت تطورا عظيما خلال السنوات ال25 المنصرمة، إلا أنها لا تتوافق تماما مع تطلعات القيادتين الصينية والسعودية، ولا تتناسب مع حجم التبادلات الاقتصادية والتجارية بينهما، نظرا للإمكانات الضخمة المتوافرة لدفعها إلى مستوى أعلى.

نظرا لدور التبادلات الثقافية المتمثل في زيادة التعارف والثقة وتوطيد أواصر الصداقة وجني الثمار في مجالات التعاون الأخرى، يمكن أن تبذل الصين والسعودية مزيدا من الجهود للتوسع في التبادلات الثقافية إما في إطار العلاقات الثنائية، أو في إطار علاقة الصين مع مجلس التعاون الخليجي، أو في إطار منتدى التعاون الصيني - العربي، لتصبح تبادلاتهما الثقافية مثالا يحتذي به العالم أجمع.

ومع إمكانية تنويع التبادلات الثقافية، إلا أن مقترح التعاون الثقافي بين الصين والسعودية كان بأن ينطلق من مجالات الترجمة، والتعليم والتربية، والنشاطات الشبابية.

فالترجمة أفضل وأنجع وسيلة للتعارف بين الأمم، إذ يمكن أن تشمل كل المجالات المعرفية، بما فيها التاريخ والأدب والفكر.

وحسبما أعرف، فإن بعض الأساتذة الصينيين يقومون الآن بترجمة الكتب حول المملكة العربية السعودية أمثال «الملك فيصل شخصيته وعصره وإيمانه» و«تاريخ المملكة العربية السعودية»، و«خادم الحرمين الشريفين وأرض القبلة: سيرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود» إلى اللغة الصينية، بغية تعريف الجمهور الصيني بالمملكة.

أما التعاون التربوي فيشكل جانبا مهما جدا من التعاون الثقافي، نظرا لما تتميز به الجامعات الصينية من شهرة واسعة على مستوى العالم، كما أن الجامعات السعودية متميزة جدا في بعض المجالات العلمية، والقيادة السعودية تسعى جاهدة لتأسيس عدة جامعات ذات جودة عالية تتصدرها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا.

ولذا فإن أمام الطرفين مجالا كبيرا للتعاون التربوي، ولا سيما بعد أن وقع الجانبان عام 2009، 13 اتفاقية تعاون في مجال التعليم والتربية، كنتاج مثمر لزيارة الرئيس الصيني السابق هو جين تاو فبراير 2009 إلى المملكة العربية السعودية.

ولا يفوتنا هنا أن نذكر أن مئات من السعوديين يدرسون في الصين بمجالات الطب والحاسوب والعلوم الطبيعية، كما يدرس كثير من الصينيين في الجامعات السعودية في مجالات اللغة والعلوم الدينية.

أما التبادلات الثقافية بين الشباب الصينيين والسعوديين فتحوي مغزى عميقا وفريدا، لأن الشباب عماد الأمم، وجسر الحاضر مع الغد. ولذا فإن توسعها وتعمقها سيعودان بنتائج طيبة على العلاقات الصينية - السعودية.

خلاصة القول إن أمام الحضارتين الصينية والسعودية فرصة طيبة ليستفيد كل منهما من الآخر ويفيده، من خلال الحوار المستمر. ولذلك فإن تمهيد طريق الحرير الثقافي المعاصر للربط بين البلدين الصديقين، الواقعين في طرفي القارة الآسيوية، سيزيد إمكانات تضافر جهودهما لإثراء الحضارة البشرية.

بقلم: أ. د. بشار تشن جي, أستاذ مشارك بقسم اللغة العربية وآدابها، جامعة شانغهاي للدراسات الدولية.

شارك المقالة:

اتصل بالمكتب الصحفي

SISU News Center, Office of Communications and Public Affairs

Tel : +86 (21) 3537 2378

Email : news@shisu.edu.cn

Address :550 Dalian Road (W), Shanghai 200083, China

أخبار ذات الصلة