تصدر المسلسل التاريخي الثوري "عصر الصحوة" قائمة المسلسلات الصينية على مدار الأيام الماضية، ويتصدف عرض المسلسل الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني. ويعرض المسلسل ولأول مرة الأحداث التاريخية الكاملة بالحركة الثقافية الجديدة وحركة الرابع من مايو وما حدث في تلك الحقبة من تقلبات. كما يعكس بوضوح مراحل بزوغ فجر الماركسية في الصين، وعملية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني. وقد حظي المسلسل مع بداية عرضه بمشاهدة عالية من كل الفئات العمرية. 

ويتناول المسلسل "عصر الصحوة" المطبوعات الخاصة بالحزب الشيوعي الصيني منذ صدور "مجلة الشباب" عام ١٩١٥، حتى صدور "عام الشباب" عام ١٩٢١، كما تناول بحث الصين عن الطريق الخاص بها ومواجهة الفكر القديم على يد كل من لي دا تشو، وتشن دو شيو، وماو تسي دونغ، وتشو آن لاي، وتشين يان نيان، وتشين تياو نيان، ودينغ جونغ شيا، وجاو شي دان وغيرهم من الرموز التاريخية، كما عرض الخلفية الرائعة والأحداث التاريخية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، عبر سلسلة ضخمة من الأحداث الثقافية والفكرية.

وبعد فشل ثورة ١٩١١، في أوائل القرن الماضي، لم يحدث أي تغير في ملامح الصين القديمة الفقيرة الضعيفة، وتمثلت فوضى المجتمع في تقاتل أمراء الحرب، ومعارضة مجرى التاريخ، وجهل العامة، واضطرب الفكر، كما واجه الشعب الصيني قضية صعبة من أجل تحديد المصير، حتى قام لي دا تشو وتشن دو شيو وماو تسي دونغ وغيرهم بعمليات البحث والاستكشاف، لينكشف نور الفكر مع بداية الحركة الثقافية الجديدة، وإيقاظ الأمة وإنقاذها وبذل كل الجهود في سبيل تحقيق ذلك. ومع انبثاق شعاع ثورة أكتوبر في الاتحاد السوفيتي، بدأوا بالاتصال، والدراسة وتقبل ونشر أفكار ماركس ولينين، لتتحرك الثورة شيئًا فشيئًا من خلال الشعاع الفكري الحديث، ودعوا إلى أخذ الماركسية كدليل لتنفيذ الثورة الصينية، وهكذا تأسس الحزب الشيوعي الصيني، وتغيرت ملامح الثورة الصينية من الجديد، وقد تناول المسلسل هذه المراحل بصورة واضحة، كما كشف عن الحتمية التاريخية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني.

انبثق الفكر الجديد بعدما تم التخلي عن الفكر القديم والمتخلف، ولم يتم ذلك إلا بعدما تخلى الشعب عن الفكر القديم الذي دام أكثر من ألفي عام تحت الحكم الملكي الإقطاعي، وبحث عن طريق جديد ملئ بالصعوبات، واعتقد الكثير من المثقفين في ذلك الوقت أن تخلف الصين عن الدول الغربية يرجع سببه في التخلف العلمي، ولم يدركوا أن التخلف في مستوى الفكر، حيث أدرك كلًا من تشن دو شيو، ولي دا تشو منذ البداية أن سعي الحركة الغربية وراء تحديث الآلة وما حلمت به ثورة ١٩١١ لتحقيق نظام حديث، لا يمكن أن يغير ملامح التخلف في المجتمع الصيني.

فظهور الماركسية وأفكار لينين كانت إشارة لإيقاظ الأمة، فقد كانت صحوة للأمة الصينية من غفوتها، وتناول مسلسل "عصر الصحوة" هذه الأحداث ذات المغزى التاريخي العظيم، كما جسدت عظماء هذه الحقبة التاريخية العريقة، مما جعل صورهم العظيمة وأعمالهم البطولية تترك أثرًا عميقًا في قلوب المشاهدين.

(جو شينيي)