اتصل بالمكتب الصحفي

SISU News Center, Office of Communications and Public Affairs

Tel : +86 (21) 3537 2378

Email : news@shisu.edu.cn

Address :550 Dalian Road (W), Shanghai 200083, China

أخبار ذات الصلة

حوار المقابلة


25 August 2022 | By SISU العربية | SISU

لقد أقام الأستاذ ناجح محمد إبراهيم محمد طه (مو تشنغ جونغ)  穆成功بالصين قرابة الـ 10 سنوات، قضى 9 سنوات كاملة منها في مدينة شنغهاي. لقد جاء ناجح إلى شنغهاي في النصف الثاني من عام 2013. قال ناجح " كان وما زال لمدينة شنغهاي مكانة خاصة في قلبي، قدِمْت إليها وأنا أتطلع إلى مستقبل جديد ومشرق في مدينة كبيرة ومتطورة مثلها، وأيضًا متشوقًا للتمتع بالحياة الجميلة فيها حيث توجد جامعتي الجديدة والمشهورة عالميًا، والتي سأكمل بها دارسة الماجستير --جامعة فودان. كنت أسكن في مبنى الطلاب الأجانب داخل الحرم الجامعي بفرع خاندان. وشاهدت بأم عيني مراحل تطور مدينة كبيرة مثل شنغهاي منذ ذلك العام، والتي ما زالت مستمرة في تطورها حتى هذه اللحظة. فقد مرت سنوات عديدة وما زلت مقيمًا بها ولا أقدر على البعد عنها، فشنغهاي تزداد جمالًا وتطورًا عامًا بعد عام "-- هذا هو مسار حياته في شنغهاي. بالإضافة إلى ذلك، وصف لنا أيضًا انطباعه عن شنغهاي -- " ما يميز شنغهاي عن غيرها من المدن الصينية، قد تحولت مدينة شنغهاي إلى مدينة ذكية وباتت من أكثر المدن الصينية تقدماً باعتمادها الكلي على التكنولوجيا الرقمية المتميزة والمتطورة في السنوات الأخيرة، علمًا بأنها من أكبر المدن المأهولة بأكبر عدد من الأجانب بالصين. تمتاز مدينة شنغهاي بمجتمعها متعدد الأقطاب ومتنوع الثقافات والفئات الاجتماعية. كانت وما زالت شنغهاي قِبْلَة الكثير من الأجانب من جميع دول العالم، وذلك بفضل مناخها الجميل وهواءها النقي، بالإضافة إلى فرص المستقبل المتاحة بها لكل من الشباب الصيني والأجنبي على حد سواء. لدى مدينة شنغهاي شبكة مواصلات واتصالات قوية مما يتيح سهولة التنقل بين مناطقها وضواحيها، ويوفر الأمن والآمان لكل من يقيم بها، وبالفعل هذا ما يبحث عنه كل أجنبي مثلي." 

 

ناجح محمد إبراهيم محمد طه (مو تشنغ جونغ)  穆成功هو مدرس مساعد بقسم اللغة الصينية بجامعة الأزهر بالقاهرة ومدرس مساعد بقسم اللغة العربية وآدابها في جامعة شنغهاي للدراسات الدولية، وهو أيضًا باحث دكتوراة في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة شنغهاي للدراسات الدولية، وحاصل على درجة الماجستير في الأدب المقارن – قسم اللغة الصينية وآدابها من جامعة فودان بشنغهاي، وهو عضو بموقع مركز دراسات الترجمة للثقافة الصينية، وشارك كعضو شابّ وباحث أجنبي بالعديد من الندوات والمؤتمرات والبرامج الأكاديمية والثقافية ذات الصلة بالعلوم الصينية، وحضر برامج تدريبية قدمتها جامعات صينية ومراكز أكادمية وبحثية مرموقة للشباب الأجانب المتخصصين في العلوم الصينية والترجمة الصينية العربية وتدريس اللغة الصينية لغير الناطقين بها، والتي حصل منها على شهادات تقدير وامتياز. أما فيما يخص دراساته واتجاهاته في البحث الأكاديمي، فتتدور حول دراسات الأدب المقارن والترجمة بين العربية والصينية والمقارنة بين الثقافتين العربية والصينية أيضًا.

ووصف الأستاذ ناجح حياته اليومية خلال فترة بقائه في المنزل امتثالًا لقوانين الحجر الصحي "أشعر بالملل كثيرًا ولكني أحاول أن أقضي وقتي ما بين تحضير الدروس للطلبة، وقراءة الكتب والمقالات العلمية الخاصة بالبحث العلمي ودراستي الأكاديمة، وغالبًا ما أتصفح المواقع الإكترونية بالشبكة العنكبوتية والمدونات على وسائل التواصل الإجتماعي كالويتشات وغيره لقراءة بعض الأخبار والمقالات العامة والتواصل مع الأصدقاء. أقوم ببعض الرياضة أحيانًا، وأستمع إلى الشعر الصيني والقرآن الكريم وبعض من الأغاني والموسيقى الهادئة، بينما أحب قراءة الكتب الورقية المطبوعة مستمتعًا بعبق التاريخ المنبثق من بين أوراقها. ويا حبّذا لو حضرتني ملكة الإبداع فأقوم بكتابة خواطري في شكل أشعار باللغة الصينية أو العربية." ومن المدهش، أن نشرت الكثير من الأشعار التي كتبها ناجح باللغة الصينية مباشرة على منصات الويتشات وغيرها من المنصات الإلكترونية التابعة لبعض المجلات والصحف والمراكز الثقافية ومنصة جامعة الدراسات الدولية وغيرها، وقال ناجح "هناك بعض من أشعاري الجديدة التي يترقب نشرها بمجلة صينية مشهور قريبًا جدا، إن شاء الله".

وتحدث ناجح عن شعوره عند المقارنة بين التدريس الافتراضي عبر الإنترنت والتدريس في حجرات الدراسة وجهًا لوجه، فقال إن التدريس عبر الإنترنت له إيجابيات كثيرة، ومن أهمها أنه ساعد على إيجاد سبيل لتسيير حركة التعليم والتدريس بصورة جيدة خلال الأزمة التي نمر بها على مدار عامين أو أكثر، فعلى سبيل المثال، أتاح له التدريس عبر الإنترنت الفرصة لاستماع وحضور العديد من المحاضرات والندوات والمؤتمرات الصينية والدولية التي كان يحلم أن يحظى بحضورها يومًا ما. وفي رأيه، لا يفضل التدريس عبر الإنترنت لعدم توافر المناخ المناسب للتفاعل مع طلابه أو مع أساتذته من خلاله. فقال "إنني أصاب أحيانًا ببعض من الملل والكسل خصوصًا إن كنت أحضر المحاضرات من غرفتي، وأيضًا ليست هناك الفرصة الكافية للتفاعل والنقاش والتحاور مع الآخر ولا حتى لتوضيح الأفكار بشكل تام وواضح، وذلك عكس ما يكون عليه الأمر أثناء التدريس وجهًا لوجه."

لقد حققنا نتائج إيجابية في عملية الوقاية من الوباء في شنغهاي بفضل تضامننا وتكاتفنا، ولكن ما زالت تواجهنا بعض من الصعوبات خلال هذه الفترة. أما أصعب فترة مر الأستاذ ناجح  بها هي فترة شهر رمضان، حيث كان يواجه صعوبة في تحضير وجبات الإفطار وخاصة تحضير وجبة السّحور التي يتناولها في منتصف الليل، فكانت هناك صعوبة في الحصول على الأطعمة الحلال الجاهزة. وفي المقابل، في رأيه، من الجدير بالذكر أن إدارة الجامعة وإدارة الفندق التابع للجامعة والأصدقاء الصينيون بوجه عام والمسلمون منهم بوجه خاص، قد بذلوا قصار جهدهم لمساعدته وتوفير ما يحتاجه هو وزملائه من أطعمة ومؤن خلال هذه الفترة الصعبة من الحجر الصحي على مدار شهرين.

في الأوقات الصعبة ، يتبادل الناس الاتصالات للاطمئنان على بعضهم البعض ومناقشة المشكلات التي تواجههم ويشجعون بعضهم البعض للتغلب على تلك الصعوبات، كما قام ناجح بذلك أيضًا. فدائمًا ما يقوم بالتواصل مع معظم أصدقائه ومراسلتهم، ولم تقتصر اتصالاته على بعض الأصدقاء العرب فقط، بل تواصل مع أصدقائه الصينيين والأجانب من جنسيات ودول أخرى كي يطمئن عليهم جميعًا. كما قال ناجح "إننا نحن الأجانب المغتربون نواجه هذه الأزمة الصعبة ونقاومها بكل ما لدينا من قوة وصبر، وخاصة الأجانب الذين لا يتقنون اللغة الصينية يواجهون صعوبات أكثر حتى في أبسط الأمور، كالتعامل مع التطبيقات الإلكترونية الصينية الحديثة ومتطلبات فحص الكورونا والتعامل مع الموظفين والأطباء وخلاف ذلك. فلذلك نهتم بشدة بتبادل المساعدة وتشجيع بعضنا البعض على التحلي بالصبر في مواجهة مثل هذه الأمور."

 

قد تحسن الوضع في شنغهاي الآن، ويشعر ناجح بالتفاؤل والأمل، فقال "إنني أرى النور ينبثق من وسط الظلام، وتنبثق المياه من قاع البئر الجاف الميت. قد بدا هناك تحسنًا كبيرًا في وضع شنغهاي الآن، وأنا سعيد بذلك إلا أنني قلق بشأن المدن الأخرى الآن. وعلى أي حال، حين تسنح لي الفرصة بالسفر بين مدينة شنغهاي وغيرها من المقاطعات الصينية بعدما يستقر الحال تمامًا، أريد العودة إلى حياتي الطبيعية كما كانت عليه قبل الجائحة، ولكن مع بعض من التغيير ومزيد من الأمل والتفاؤل. فأحب أن أحضَر المحاضرات والندوات العلمية والأنشطة المقامة بقاعات الدراسة وأتطلع لمقابلة أساتذتي وطلابي داخل وخارج الصين. وأشتاق كثيرا إلى تناول كوب الشاي مع أصدقائي وزملائي والدردشة معهم بالحديقة وبجانب النهر كما اعتدنا فعل ذلك من قبل، وربما أفضّل الجلوس هناك وأنا أتصفح كتابًا أو أكتب خواطري وأشعاري."

 

"ما بعد الضيق إلا الفرج، وما بعد الظلمة إلا النور." قال ناجح متفائلًا. لنتطلع معهًا إلى اليوم الذي يتم تنتهي فيه أزمة الفيروس وترفع القيود كليًا عن جميع البلاد.

 

شارك المقالة:

اتصل بالمكتب الصحفي

SISU News Center, Office of Communications and Public Affairs

Tel : +86 (21) 3537 2378

Email : news@shisu.edu.cn

Address :550 Dalian Road (W), Shanghai 200083, China

أخبار ذات الصلة