اتصل بالمكتب الصحفي

SISU News Center, Office of Communications and Public Affairs

Tel : +86 (21) 3537 2378

Email : news@shisu.edu.cn

Address :550 Dalian Road (W), Shanghai 200083, China

أخبار ذات الصلة

شبكة هوانتشيو] | جين فنغ: وباء كورونا يثير إرادة الحياة القوية للاتحاد الأوروبي]


23 May 2020 | By SISU العربية | SISU

  • شبكة هوانتشيو] | جين فنغ: وباء كورونا يثير إرادة الحياة القوية للاتحاد الأوروبي]

[الرأي]  2020-05-06  المؤلف/ جين فنغ  المصدر/ شبكة هوانتشيو

غير وباء فيروس كورونا وجه العالم كله، بما فيه أوروبا. وأدى الوباء إلى تفاقم أزمة الاتحاد الأوروبي، كما منحه فرصة تاريخية للخروج منها. إذا تم تقسيم حرب مكافحة الوباء الأوروبية حتى وقتنا هذا إلى جولتين بشكل عام، ويمكن القول إن الجولة الأول دفعت فيه جائحة الوباء الاتحاد الأوروبي إلى حافة البقاء والموت، أما الجولة الثانية فقد تستيقظ فيه أوروبا مذعورة، آملة في العودة للحياة من جديد.

 وقع الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة أوروبية في أزمة لم يسبق لها مثيل قبل تفشي الوباء: حيث تلقى الاتحاد صدمة شديدة جراء خروج بريطانيا منه، الأمر الذي لم يؤثر في ميزانية الاتحاد الأوروبي فحسب، بل أثار أيضًا جولة جديدة من الشكوك حول قيمة الاتحاد. بدأ انتشار الوباء في أوروبا في نهاية فبراير وأوائل مارس. وفي ذلك الوقت، لم يصدر الاتحاد الأوروبي إنذاراً مبكرًا ببدء الكارثة، ولم يتواصل مع إيطاليا وغيرها من البلدان المنكوبة بالوباء وقتئذ لمد يد المساعدة، كما فشل في الاستجابة بشكل فعال للوضع الفوضوي الذي قامت فيه الدول الأعضاء بمنع الإمدادات وإغلاق الحدود.

وأثناء تواصلي مع علماء أوروبيين، سمعت أصواتًا تنوء بالفشل: غابت بروكسل مع تفشي الوباء الحالي، لكي يصبح الوباء "مسمارًا صلبًا في نعش" الاتحاد الأوروبي. وقال كاتب ألماني معروف إنه تنبأ بخطر الوباء من فترة طويلة، لكن أوروبا تجاهلته ولم تكن مستعدة، وبات ذلك واضحًا بعد ظهور الوباء في نقص الإمدادات الواقية وأجهزة الاختبار، معلقًا "إن الساسة ساذجون للغاية". بالنظر إلى أن الصين التي اتخذت تدابير حاسمة على نطاق واسع لمكافحة الوباء، اعتقدت أوروبا أن الخطر لن يكون إلا في الشرق البعيد، وبأن تدابير الوقاية من الوباء التي اتخذتها الصين "أكثر صارمة مما ينبغي": فلا يجب تقييد حرية تنقل المواطنين من خلال إغلاق المدينة، وليس من الضروري على الجميع ارتداء الكمامات الطبية، ولا يصح استخدام قواعد البيانات الضخمة من أجل الوقاية والسيطرة على الوباء، وذلك حتى لا يصاب الناس بالذعر. واعتقدت بعض هيئات الأبحاث الموثوقة والخبراء المعروفون في أوروبا أن خطر الإصابة بفيروس كورونا أقل بكثير من خطر الإنفلونزا حتى أوائل فبراير.

يمكن القول إن الاتحاد الأوروبي لم يكن على أهبة الاستعداد في الجولة الأولى من حرب مكافحة الوباء، وعلى الرغم من أن تفاهم الأزمة أصبح جليًا، إلا أن الوباء لا يزال يبدو "غير متوقعًا"، مما دفع بالاتحاد الأوروبي إلى دائرة الموت.

تتعرض أوروبا لـ"صدمة مميتة" بسبب تفشي الوباء، حتى وصف رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن إشينغر أن الوباء قد لمس قضية البقاء للاتحاد الأوروبي، معلقًا "لا ينبغي إنقاذ الناس فحسب، بل إنقاذ الاتحاد الأوروبي أيضا".

مع تفاقم الأزمة، بدأ المحور الفرنسي الألماني باعتباره الركيزة التقليدية للاتحاد الأوروبي، يلعب دورًا في التعامل. رفع الرئيس ماكرون يديه داعيًا بقوة كعادته أن أوروبا في "لحظة الحقيقة"، وإنها بحاجة ماسة إلى المزيد من الطموح والشجاعة لوضع أسس جديدة لأوروبا. كما عبرت المستشارة ميركل والتي تتسم بالعقلانية وبالهدوء، إن أوروبا تحتاج إلى دعم مالي لمحاربة الوباء واستعادة الاقتصاد، وإن ألمانيا مستعدة "لتقديم مساهمة كبيرة" في هذا الأمر. ويجب على الدول الأوروبية أن تتضامن وتتحد في وقت الأزمة لتبرز "مجتمع المصير المشترك". وعلق مراقبون، على الرغم من أن قادة فرنسا وألمانيا يتسمان بالاختلاف، إلا أنهما قادران على إظهار التعاون بشكل متكامل. وربما قد يسفر هذا النوع من التعاون إلى تعاون مثمر، والذي يعتبر أساسا لبقاء الاتحاد الأوروبي وشرطًا أساسيًا لألمانيا وفرنسا لتحقيق قوة التأثير الدولي. علاوة على ذلك، طلبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من دول العالم أن تتشارك في بحث واستخدام اللقاحات، مقارنة مع محاولة الولايات المتحدة لاحتكار لقاحات فيروس كورونا، ومن الواضح أن لكل من الولايات المتحدة وأوروبا دعوة مختلفة لمكافحة الوباء، كما يظهر أيضًا اختلافًا أخلاقيًا.

إذا كان الاتحاد الأوروبي قبل الوباء " نادي المناخ الجميل "في كثير من الأحيان، فيجب عليه الآن تطوير قدرته على البقاء في ظل العواصف والأمطار العاتية التي جلبها الوباء. ويظل كيان الاتحاد الأوروبي في وقتنا الحالي هو المفتاح الأهم. بناءً على هذه الرؤية، يمكن اعتبار مشروع الإنقاذ الشامل التي تبنتها قمة الاتحاد الأوروبي في الشهر الماضي بداية للجولة الثانية من الحرب الأوروبية لمكافحة الوباء. كما إن الاستثمار البالغ 540 مليار يورو ليس قضية مالية واقتصادية فحسب، بل هو أيضًا رمز لإرادة الاتحاد الأوروبي القوية في البقاء على قيد الحياة وسيتم إصدار التدابير واحد تلو الآخر للقضاء على الوباء وتنشيط الاقتصاد الأوروبي. ستتولى ألمانيا الرئاسة الدورية في النصف الثاني من هذا العام، وستكون لقضية بناء نظام الأزمات أولوية باعتبارها جزءً مهمًا من مشروع نهضة الاتحاد الأوروبي ودفعه للأمام. كما تعد الأزمة عاملًا محفزاً لقوة التضامن، مما أتاحت فرصة غير مسبوقة للاتحاد الأوروبي لإعادة تنظيم عملية التكامل وتعميق إصلاح النظام وتعزيز حيويته وقوته بشكل عام.

من المتوقع أن يصبح نمط العالم أكثر تعقيدًا بعد الوباء، فسواء كان ذلك مرغوبا أم لا، فإن المنافسة الشرسة بين القوى الكبرى ستؤثر حتمًا على أوروبا. ومن الصعب على أوروبا أن تطيع أي طرف بسبب مصالحها الخاصة وفخرها بثقافتها العريقة. وقد أصبحت كيفية النجاة ولعب دور "الوسيط" في النزاعات بين القوى الكبرى موضوعًا أكثر شيوعًا للمناقشة في بروكسل وعواصم الدول الأعضاء الكبرى في الاتحاد الأوروبي. ومن الواقع أن السلام العالمي يحتاج إلى أوروبا أن تكون قادرة على العمل كوسيط، ويجب عليها أن تكون موحدة وقوية أولًا. كما ينبغي على الساسة ونخبة المجتمع في الاتحاد الأوروبي أن تكون على دراية واضحة بالفرصة التاريخية التي جلبتها أزمة الوباء للاتحاد الأوروبي للعودة إلى الحياة. وربما كانت هذه الفرصة التاريخية قصيرة الأجل، وربما ستختفي مع انتهاء الجائحة، وقد تعود أوروبا إلى ثرثرة لا تنقطع من جديد كسابق عهدها بانتهاء الأزمة.

(المؤلف باحث في جامعة شنغهاي للدراسات الدولية).

(张以诺)

شارك المقالة:

اتصل بالمكتب الصحفي

SISU News Center, Office of Communications and Public Affairs

Tel : +86 (21) 3537 2378

Email : news@shisu.edu.cn

Address :550 Dalian Road (W), Shanghai 200083, China

أخبار ذات الصلة