[الخبراء الأجانب] 2020-05-20 المؤلف / يوان تشونغ شي المصدر / مكتب التعاون والتبادل الأجنبي، مكتب التدريس والبحث للغة الإيطالية بقسم اللغات الغربية

"يوافق عام 2020 الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وإيطاليا وعام الثقافة والسياحة بينهما، وهو العام الذي يجتاح فيه وباء فيروس كورونا المستجد العالم، ولكن هذا العام نفسه برهن على علاقة الصداقة بين الصين وإيطاليا وقت الشدائد". هذه هي الكلمات الأولى التي نطق بها الفيلم الوثائقي "نحن معًا: تكافح الصين وإيطاليا الوباء بقلب واحد". وتم تخطيط هذا الفيلم وإنتاجه من قبل شركة التلفزيون الصينية الدولية (CITVC) التابعة لمجموعة وسائل الإعلام الصينية (CMG)، وبالتعاون مع مركز برنامج اللغة الإقليمي لأوروبا وأمريكا اللاتينية التابع لـCMG. يتابع الفيلم مسيرة انتشار وباء فيروس كورونا المستجد في إيطاليا والعالم عام 2020، حيث تحولت أوروبا إلى "بؤرة الوباء"، ويحكي الفيلم قصة تشارك الصين وإيطاليا في مكافحة الوباء بالتركيز على المساعدة المتبادلة بين هاتين الدولتين، ومما أبرز دور الصين في توفير القوة الدفعة والثقة وتقديم الحلّ الصيني لمكافحة الوباء بصفتها دولة كبرى مسؤولة.

أُجرت في الفيلم الوثائقي مقابلات مع البروفيسور يلينيا موراندو والبروفيسور كلاوديو سيني، أستاذين للغة الإيطالية في جامعة شانغهاي للدراسات الدولية، وعمل كلاهما في الصين وعاش فيها لسنوات عديدة فلديهما مشاعر دفينه لهذا البلاد. وخلال فترة عملهما، قاما بتدريس المهارات اللغوية للطلاب المتخصصين في اللغة الإيطالية وتبادل المعرفة الثقافية معهم، كما قدما لهم الأدب والفنون والأعراف والعادات في إيطاليا، وفي المقابل، استمتع الطلاب بالتفاعل معهما. بالإضافة إلى ذلك، فتحا دورات مثيرة لاهتمام الطلاب من التخصصات الأخرى، بما في ذلك دورة "تعدد اللغات بلاس" التي فتحتها البروفيسور موراندو لجميع المهتمين باللغة الإيطالية، والتي تجمع بين الثقافة الإيطالية الفريدة والنطق ومهارات المحادثة للطلاب الذين تنقصهم المعرفة الأساسية للغة الإيطالية. وكذلك فتح البروفيسور سيني دورة اللغة اللاتينية لطلاب معهد التميز، والتي حظيت بشعبية كبيرة. إنهما ليسا من ينشرون الثقافة الإيطالية في الصين فحسب، بل حريص كل منهما على تقديم تجربة الأنشطة الثقافية الجامعية أيضًا، ولذلك دائمًا ما يمكن رؤيتهم في الحرم الجامعي.

ففي الأيام الأولى من انتشار الوباء، اشتاق الأستاذان إلى أصدقائهما وزملائهما في العمل وطلابهما في الصين، وفي الوقت نفسه اعترفا بصحة التدابير التي اتخذتها الحكومة الصينية لمكافحة الوباء وأثنيا عليها. قال البروفيسور سيني في المقابلة: "أعتقد أن الإجراءات التي اتخذتها الصين بالرغم من قسوتها الا انها مناسبة جدًا، بل وحققت نتائج جيدة. وفي الواقع، انخفض عدد الإصابات بشكل كبير، كما وجه الشعب الصيني الوباء بشكل صحيح والالتزام باللوائح الحكومية، وكما صمد الطاقم الطبي بأكمله للوباء بشجاعة وإرادة فائقتين، وقاموا بعمل شاق في مكافحة الوباء، مقدمين لنا نموذجًا يحتذى به".

وعندما وقعت الصين في دوامة وباء فيروس كورونا المستجد، كان المجتمع الإيطالي يشجع الصين ويدعمها، أرسلت إيطاليا عددًا كبيرًا من الإمدادات الوقائية إلى الصين. وبعد استقرار وضع الوباء في الصين تدريجيًا، واجهت إيطاليا تحدي تفشي الوباء، فأرسلت الصين  على التوالي ثلاثة فرق طبية إلى إيطاليا، بما فيها أربعة أعضاء من الدفعة الأولى الذين جاؤوا من مقاطعة سيتشوان. بالنظر للماضي، أرسل الجانب الإيطالي عام 2008 خبراء الإسعافات الأولية التابعين لمنظمة الصليب الأحمر إلى المناطق الأكثر تضرراً في سيتشوان أثناء زلزال ونتشوان، وهذا الدعم القوي من قبل إيطاليا ظل محفورًا في ذاكرة جميع الصين.

نواجه نفس العاصفة بغض النظر عن مكاننا، فنحن كزبد البحر الواحد، وكأوراق الدوحة الواحدة، وكأزهار الحديقة الواحدة. ففي ظل هذا التفشي العالمي لوباء فيروس كورونا المستجد، يحرس الشعبان الصيني والإيطالي على بعضهما البعض لمكافحة الوباء، تاركين العديد من اللحظات الملهمة والمثيرة للعالم تحت وطأة الجائحة. كما تعززت صداقة الشعبين في هذه الكارثة العالمية. فكل من الصين وإيطاليا يتمتعان بحضارة قديمة وتبادلات ودية بينهما التي شهدها طريق الحرير القديم منذ آلاف السنين. وإيطاليا هي أول دولة من دول مجموعة السبع التي انضمت إلى مبادرة " الحزام والطريق". ستقف الصين وإيطاليا مرة أخرى جانبًا إلى جنب وبقلب واحد  لكتابة فصل جديد من صداقة طريق الحرير وفي بناء مجتمع مشترك المصير البشري.

（王凯）